Qashidah burdah imam bushiri
.
اَلْــفَــصْلُ الْأَوَّلُ
فِى الْغــزَالِ وَالشَّكْــوٰى وَالْـغَــرَمِ
اَمِــــــنْ تَـــــــذَكُّـــــرِ جِــــــيْـــرَانٍ بِذِى سَـــــلَمٍ
مَـــــزَجْــــتَ دَمْــــــعًا جَـــرَى مِنْ مُــقْلَـــةٍ بِـدَمٍ
أَمْ هَـــبَّتِ الـــرِّيْـــحُ مِــنْ تِلْقَـآءِ كَــاظِــمَـــةٍ
وَأَوْمَــــضَ الْــبَــرْقُ فِى الظَّــلْمَآءِ مِنْ إِضَـــمِ
فَـمَـــا لِعَــيْنَــيْكَ إِنْ قُلْتَ اكْـــفُفَـــا هَـمَــتـــَا
وَمَــــا لِـقَــلْــبِـكَ إِنْ قُلْتَ اسْتَــفِــــــقْ يَــهــِــــــــمِ
أَيَحْــسَــبُ الصَّبُّ أَنَّ الْـحُبَّ مُــنْــــــكَـــــتِـمٌ
بَــــيْــنَ مُــنْــسَــــجِـــمٍ مِــنْــهُ وَمُـــضْـــــطَـــــــــرِمِ
لَـوْلَا الْـهَـــــوَى لَـمْ تُــرِقْ دَمْعًا عَــلَى طَــــلَلٍ
وَلَا أَرِقْـــــتَ لِــذِكْــرِ الْــبَــــــــــــــانِ وَالْعَـــلَـــــــــمِ
فَكَــيْــفَ تُــنْــكِــــرُ حُـــبًّــا بَــعْدَ مَا شَهِـدَتْ
بــِــــــهِ عَــلَــيْــكَ عُــدُوْلُ الــدَّمْعِ وَالسَّــــــــــقَـمِ
وَأَثْــبَــتَ الْــوَجْــــدُ خَـــطَّــيْ عَـــبْــرَةٍ وَضَــــــنًــا
مِـــثْــــــلُ الْــبَــهَارِ عَــلَى خَــــــدَّيْــكَ وَالْعَــنَــــــمِ
نَـــعَــمْ سَــرَى طَــيْــفُ مَــنْ أَهْــوَى فَــأَرَّقَــــنِـــيْ
وَالْـحُــبُّ يَعْـــتـــــــَرِضُ اللَّــذَّاتِ بِـــالْأَلَـــــــــمِ
يَا لَائِمِيْ فِى الْـهَوَى الْعُـذْرِيِّ مَعْـــــذِرَةً
مِـنِّــيْ إِلَــيْــــكَ وَلَــوْ أَنْـــصَــــفْتَ لَـمْ تَــلُــــــــــمِ
عَـــــدَتْـــــكَ حَــــالِـــيَ لَا سِـــرِّيْ بِـمُسْتَــــــتِرٍ
عَـــنِ الْـــوُشَـــــاةِ وَلَا دَائِــــيْ بِـمُــنْـــحَـــسِــــــــمِ
مَـحَّــضْــتَــنِى النُّصْــــحَ لٰكِــنْ لَسْتُ أَسْـمَــعُـــهُ
إنَّ الْــــمُحِـــــبَّ عَــنِ الْعُــذَّالِ فِــيْ صَـــمَــــمِ
إِنّــِــــى اتَّهَـمْتُ نَــصِــيْــحَ الشَّـــيْتـبِ فِيْ عَــذَلِ
وَالشَّـــيْــبُ أَبْعَـــــدُ فِيْ نُصْــــحٍ عَنِ التُّــهَــــــمِ
اَلْفَصْلُ الثَّانِىْ
اَلتَّحْذِيْرُ فِيْ هَوَى النَّفْسِ
فَــــــإِنَّ أَمَّـــارَتِــــيْ بِــــــالسُّـــوْءِ مَــــا اتَّــــعَـــظَـتْ
مِنْ جَــهْــلِــــهَا بِــنَــذِيــــْرِ الشَّـــيْــبِ والْـهَــــرَمِ
وَلَا أَعَــدَّتْ مِنَ الْفِــعْلِ الْـجَـمِــيْـــلِ قِـــــرٰى
ضَـــيْـــفٍ أَلَـمَّ بِــــرَأْسِـيْ غَـــــيْـــرَ مُحْــــتَــــشَــــــــــمِ
لَـــــــوْ كُـنْــــتُ أَعْـــــلَـــمُ أَنِـّـــيْ مَـــــــــا أُوَقِّــــــــــِرُهُ
كَــتَــمْــــتُ سِـــرًّا بَـــــدَا لِـــيْ مِــنـــــْهُ بِــالْكَـــتَـــــمِ
مَـــــنْ لِــــيْ بِــرَدِّ جِـمَــاحٍ مِــــنْ غَـــوَايَـــــتِــــهَـــا
كَـــــمَــــا يُــــــرَدُّ جِـمَــاحُ الْخَــــيـْــلِ بِـــاللُّــــــجُــــــــمِ
فَــلَا تَـــــــرُمْ بِـــالْـــمَعَــــــاصِيْ كَسْرَ شَهْــــوَتِـــهَـا
إنَّ الــــطَّعـَـــــامَ يُـــــقَـــــوِّيْ شَهْـــــــوَةَ الـــنَّــــهِــــــــــمِ
وَالنَّـــفْسُ كَالطِّـــفْــلِ إِنْ تُـــهْمِلْـــهُ شَبَّ عَــلَى
حُبِّ الــرَّضَــــاعِ وَإِنْ تَفْــــــطِـمْهُ يَنْــــفَـــطِــــــــمِ
فــَاصْـــــرِفْ هَـــوَاهَا وَحـــَـــــاذِرْ أَنْ تُـــــــوَلِّــــــيَــــهُ
إِنَّ الْـهَـــــوَى مَـــا تَـــوَلّٰى يُصْــــمِ اَوْ يَــــــصِــــــمِ
وَرَاعِـــــهَا وَهِيَ فِــى الْأَعْمَـــــالِ سَــائِــمَـــــــــــةٌ
وَإنْ هِيَ اسْتَــحْلَتِ الْمَــــرْعٰى فَـــلَا تُـــسِـــــــــمِ
كَــــمْ حَــــسَّــــنَـــتْ لَــــــذَّةً لِــلْمَــــــــرْءِ قَـاتِـــلَـــــــــــةً
مِنْ حَيْثُ لَــمْ يَــدْرِ اَنَّ السُّمَّ فِى الدَّسِــــمِ
وَاخْــشَ الدَّسَائِــسَ مِنْ جُــوْعٍ وَمِــنْ شِــبَـــعٍ
فَـــــرُبَّ مَـخْـــمَـــــصَــةٍ شَـــــرٌّ مِـــــنَ الــتُّــــخَــــــــــــمِ
وَاسْتَـــفْــرِغِ الدَّمْــعَ مِــنْ عَـــيْنٍ قَــدِ امْــتَــــــلَأَتْ
مِـــــنَ الْـمَـحَـــــــارِمِ وَالْــــــزَمْ حِـمْـــيَـــةَ الـــنَّـــــــــــــدَمِ
وَخَـالِــفِ الــنَّـــفْـسَ وَالشَّـــيْــطَانَ وَاعْصِهِـمَا
وَاِنْ هُمـَـــــــا مَـحَّـضَــــــــاكَ النُّـــــصْــــحَ فَـــاتَّــهِـــــــمِ
وَلَا تُطِــــــعْ مِنْهُــــــمَا خَصْــــمًا وَلَا حَكَــمَا
فَــأَنْــتَ تَــعْــــرِفُ كَـــيْـــدَ الْـخَصْــمِ وَالْـحَــكَمِ
اَسْتَـــــغْــــــفِــرُ اللهَ مِـــنْ قَــــــــوْلٍ بِـــلَا عَــمَــــــــلٍ
لَـــــقَـــــدْ نَسَـــبْتُ بِـــــهِ نَــسْــــلًا لِذِيْ عُــقُــــــمِ
اَمَــــرْتُــــكَ الْـخَيْــــرَ لٰكِنْ مَا ائْتَــــــمَــرْتُ بِــــهِ
وَمَـا اسْتَــقَـــمْتُ فَمَا قَوْلِـــيْ لَكَ اسْتَـــقِمِ
وَلَا تَــــزَوَّدْتُ قَـــــــــــبْــــلَ الْمَــــوْتِ نَــــــــافِــــلَــــــــــةً
وَلَـمْ أُصَـــلِّ سِــــوَى فَــــــرْضٍ وَلَـمْ أَصُـــــــــمِ
اَلْفَصْلُ الثَّالِثُ
فِيْ مَدْحِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ظَــلَمْتُ سُنَّــــةَ مَــــنْ أَحْــيَــا الظَّــــلَامَ إِلَى
أَنِ اشْتَــكَــتْ قَدَمَـــاهُ الضُّـــــرَّ مِـــنْ وَرَمِ
وَشَـــدَّ مِــنْ شَـــغَــبٍ أَحْشَــائَـــهُ وَطَـــوَى
تَحْتَ الْـحِـجَـارَةِ كَشْحًا مُــتْـــــرَفَ الْأَدَمِ
وَرَاوَدَتْـــــهُ الْجِــــبَــالُ الشُّـــمَّ مِـــنْ ذَهَـــــبٍ
عَــــــنْ نَـــــفْسِـــــــهِ فَــــأَرَاهَــــــا أَيَّـَمَــــــا شَـمَـــمِ
وَأَكَّــــــــــدَتْ زُهْــــدَهُ فِــــــــيْـــهَــــا ضَـــــــرُوْرَتُــــــهُ
إِنَّ الضَّـــرُوْرَةَ لَا تَعْدُوْ عَلَى الْعِصَــــــمِ
وَكَــــيْفَ تَــدْعُــوْ اِلَى الدُّنْــيَــا ضَـــرُوْرَةُ مَـــنْ
لَــــوْلَاهُ لَـمْ تَخْـــــــرُجِ الدُّنْـــيَــا مِنَ الْعَــــــدَمِ
مُحَـــمَّـــــدٌ سَيِّــــدُ الْكَـــوْنَـــيــْنِ وَالثَّـــــــقَـــــــــلَـــــيْ
نِ وَالْــفَــرِيْقَــيْنِ مِنْ عُــرْبٍ وَمِنْ عَجَــمِ
نَــبِــيُّــنَــــا الْآمِـــــرُ النَّـــــاهِــــيْ فَــــــــلَا أَحَـــــــــــــدٌ
أَبَــــــرَّ فـِـــيْ قَـــــــــوْلٍ لَا مِـــنْـــــــهُ ولَا نَـــعَـــمِ
هُــــوَ الْـحَـــبِـــيْــبُ الَّـــذِي تُـــرْجَى شَفَاعَـــــتُــــهُ
لِكُـلِّ هَــوْلٍ مـــِنَ الْأَهْــوَالِ مُــقْـــتَــحَــــــمِ
دَعَــــا إِلَـــى اللهِ فَــالْمُـــــسْتَــمْسِكُـــوْنَ بِـــــهِ
مُسْتَمْــسِكُـــوْنَ بِـحَــبْلٍ غَــيْـــرِ مُــنْــفَـــصِـــــمِ
فَــــاقَ النَّـــبِــيِّـــيْنَ فِيْ خَـــلْـــقٍ وَفِــيْ خُـــلُـــــقٍ
وَلَـــمْ يُـــــدَانُــــــــوْهُ فِــــيْ عِــــلْـــمٍ وَلَا كَـــــــــرَمٍ
وَكُـــلُّــهُـــمْ مِــنْ رَسُـــــــــــــوْلِ اللهِ مُــلْتَـــــمِــــــــسٌ
غَـــرْفًـــــا مِنَ الْبَـحْرِ أَوْ رَشْفًا مِنَ الدِّيَـمِ
وَوَاقِـــــــــــفُــــوْنَ لَـــــدَيْـــهِ عِنْـــــــدَ حَـــــدِّهِــــــــــــــمِ
مِنْ نُـــقْــــطَـــةِ الْعِلْمِ أَوْمِنْ شَكْــلَـــةِ الْـحِكَمِ
فَهُــوَ الَّـــذِيْ تَـــمَّ مَــــعْـــــنَــاهُ وَصُـــــوْرَتُـــــــــــــــهُ
ثُــــمَّ اصْـطَـــفَــاهُ حَـــبِــيْــبــًا بَــــارِئَ النَّــــسَــــــم
مُـــــنَـــــزَّهٌ عَـــــنْ شَـــرِيْــــكٍ فــِـــيْ مَــحَــــاسِــــنِــــهِ
فَـــجَـــوْهَــرُ الْـحُــــسْــنِ فِـــيْـــهِ غَـــيْرُ مُــنْقَــسِـمِ
دَعْ مَا ادَّعَــــــتْــهُ النَّـــصَـــارَى فِي نَــــبِـــيِّـهِمِ
وَاحْكُمْ بِـمَاشِــئْتَ مَدْحًا فِــــيْـــهِ وَاحْـــتَــكِــمِ
فَانْسُبْ إِلَى ذَاتِـــهِ مَاشِئْتَ مِــنْ شَـــرَفٍ
وَانْسُبْ اِلَى قَدْرِهِ مَا شِــــئْتَ مِنْ عِـــظَمِ
فَـــــــإِنَّ فَـــــضْــــــــلَ رَسُــــوْلِ اللهِ لَـــــيْـــسَ لَـــهُ
حَــــدٌّ فَــــيُــــعْـــــرِبُ عَـــــــنْـــهُ نَـــــاطِـــــــقٌ بِـــفَــــــــمِ
لَـــوْ نــَـاسَــــبَــتْ قَـــــدْرَهُ آيــَــاتُــهُ عِــــــظَــمًـا
أَحْـيَى اسْـمُــهُ حِيْنَ يُدْعَى دَارِسَ الرِّمَــمِ
لَـمْ يَمْـــتَــــحِــــنَّا بِـمَــــا تَعْــــيَى الْعُقُـــــــوْلُ بِـــــهِ
حِــرْصـــًـا عَــلَــــيْنَــــا فَـــلَـمْ نَـــرْتَبْ وَلَـمْ نَــــهِـــــمِ
أَعْــــيَى الْـــوَرَى فَهْمُ مَـــعْــنَـــاهُ فَلَـــيْسَ يُـــرٰى
لِلْــقُــــرْبِ وَالْــــبُـــعْدِ فِـــيْـــهِ غَـــــيْرُ مُـــنْفَحِـــــــمِ
كَالشَّمْسِ تَـــظْـــهَـــرُ لِلْعَـــيْــنَــيْنِ مِنْ بُعُــدِ
صَــغِـــيْـــرَةً وَّتَــــكِـلُّ الطَّـــرْفَ مِــنْ أَمَـــــــــــمِ
وَكَيْــــفَ يُــدْرِكُ فِى الــدُّنْــيَا حَقِــيْـقَـــــتَـــهُ
قـَــــــوْمٌ نِــــــيَـــامٌ تَسَـــــلَّـــوْا عَـــنْــــهُ بِـــــالْـحُــــلُـــمِ
فَمَـــبْـــلَـــــغُ الْعِـــــلْـــمِ فِـــــــــيْـــهِ أَنَّــــــــهُ بَـــشَــــــــــرٌ
وَأَنَّــــهُ خَـــيْــــــرُ خَــــــلْـــــــــقِ اللهِ كُــــلِّــــــهِــــــــــــــمِ
وَكُلُّ آيٍ أَتَى الـــرُّسْـــــلُ الْكِــــــــرَامُ بِــــهَـــــا
فَـــإِنَّـمَـــا اتَّــصَـــــلَتْ مِـــــنْ نُــوْرِهِ بِـــهِــــــــــــــمِ
فَــإِنَّـــهُ شَـمـــْسُ فَـــضْـــلٍ هُــــمْ كَـــوَاكِــــبُــــــــهَـــا
يُــظْــهِـــرْنَ أَنْــــــوَارَهَــا لِلـــنَّـــاسِ فِى الظُّـــلَـــــــــمِ
أَكْـــــــرِمْ بـــــِخُــــــلْـــقِ نَبـــِـــيٍّ زَانَـــــــــهُ خُـــــــلُــقٌ
بِالْـحُـــسْــنِ مُــشْـــتَــمِلٍ بِالْــبِـــشْـــرِ مُـــتَّــــسِــــمِ
كَالـــزَّهْـــرِ فِـــيْ تَـــرَفٍ وَالْـــــبَـــــدْرِ فِـــيْ شَـــرَفٍ
وَالْــبَحْـــرِ فِـــيْ كَــــرَمٍ وَالـدَّهْـــرِ فِـــيْ هِــمَــــــــــمِ
كَــــأَنَّــــــــهُ وَهْــــــــوَ فَـــــــرْدٌ مِــــنْ جَــــلَالَـــــِتـــــــهِ
فِـــــيْ عَــسْكَرٍ حِـــيْنَ تَــلْــقَـاهُ وَفِـــيْ حَـــشَـــــمِ
كَــأَنَّـــمَــا اللُّـــؤْلُـــؤُ الْمَكْـــنُـــوْنُ فِـــيْ صَــــــدَفٍ
مِــــنْ مَــعْـــدِنَـيْ مَــــنْــطِـــقٍ مِــــنْـــهُ ومُــــبْـــتَـــسِــــمِ
لَا طِـــيْبَ يَعْــدِلُ تُــــرْبـًـــا ضَــمَّ أَعْـــظُــــمَـــهُ
طُــــــوْبَـى لِـمُــنْــــتَــشِــــقٍ مِــــــنْـــــهُ وَمُــــلْــــتَـــــثِــــــــــــمِ
اَلْفَـــــصْلُ الرَّابِعُ
فِيْ مَوْلِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَبَــــانَ مَــــوْلِـــدُهُ عَـــنْ طِــــيْبِ عُــنـْـــصِـــــــــرِهِ
يَــــا طِـــيْـــبَ مُـــبْـــتَـــدَإٍ مِــــــنْــــهُ وَمُـخْـــتَــــتَــــــــمِ
يَـــــوْمٌ تَــــــــفَــــرَّسَ فِــــــــيْـــــهِ الْـفُـــــرْسُ أَنَّــــــهُـــــــــمُ
قَــــــــدْ أُنْـــذِرُوْا بِــحُلُــــوْلِ الْـــبُـــؤْسِ وَالنِّـــــقَـــــمِ
وَبَاتَ إِيْـــــوَانُ كِسْرَى وَهْـــوَ مُنْــصَــدِعٌ
كَـــشَمْلِ أَصْحَابِ كِسْرَى غَــيْــرَ مُلْــتَــــئِـــمِ
وَالــنَّـــارُ خَامِدَةُ الْأَنْـــــفَاسِ مِــــنْ أَسَـــــفِ
عَــلَــــيْــــهِ وَالــنَّـــهْـــرُ سَاهِى الْعَـــيْنِ مِـــنْ سَـــدَمِ
وَسَـــاءَ سَاوَةَ أَنْ غَــاضَـــتْ بُــحَـــيْـــرَتُهَـــا
وَرُدَّ وَارِدُهَــــا بِــالْــغَـــــيْـــــــظِ حِـــــيْنَ ظَـــــــــمِـــــيْ
كَــأَنَّ بِالــــنَّـــارِ مَا بِـــالْمَـــــــاءِ مِــــنْ بَـــلَــــلٍ
حُــــزْنًـــا وَبِــــالْمَاءِ مَـــا بِــالـــــنَّـــارِ مِـــنْ ضَــــــرَمِ
وَالْــجِـــــنُّ تَـهْـــــتِــفُ وَالْأَنْــــــوَارُ سَــــاطِــــعَةٌ
وَالْـحَــــقُّ يَــظْــهَــــرُ مِـــنْ مَعْــنًى وَمـــِنْ كَـــلِـــــمِ
عَمُــــوْا وَصَـــمُّـــــوْا فَــــإِعْــلَانُ الْـــبَــــشَــائِــــــــرِ لَــمْ
تُـــسْمَـــــعْ وَبَـــارِقَــــــةُ الْإِنْـــذَارِ لَــمْ تُـــــشَــــــــــــــــــمِ
مِنْ بَـــــعْدِ مَا أَخْـــــبَــرَ الْأَقْــــــوَامَ كَــاهِــــــنُــــهُـــــمْ
بِـــأَنَّ دِيْـــــــنَـــــهُـــمُ الْـــــمُعْــــوَجَّ لَـمْ يَـــقُــــــــــــــــــــمِ
وَبَعْدَ مَاعَايَـــــنُــوْا فِى الْأُفْــــقِ مِنْ شُــــهُـبِ
مُــنْــقَــضَّــــةٍ وَفْــقَ مَا فِى الأَرْضِ مِنْ صَـــنَـــمِ
حَــتَّى غَــدَا عَنْ طَـــرِيْـــقِ الْوَحْيِ مُنْـــــــهَـــــــزِمٌ
مِنَ الشَّــــيَــاطِـــيْنِ يَقْـــــــفُـــوْا إِثْـــــرَ مُنْـــــهَــــــزِمِ
كَــــأَنَّــــهُـــمْ هَـــــرَبًــــــا أَطْـــفَـــــــالُ أَبْــــــــرَهَــــــــــــــةٍ
أَوْ عَسْكَـــــرٌ بِالْـحَصٰى مِنْ رَاحَـــتَــيْــهِ رُمِــيْ
نَـــــبْذًا بِــــــهِ بَــــــعْـــــدَ تَسْــــبِـــيْــحٍ بِـــبَــــطْــــنِـــهِــــمَا
نَـــــــــبْذَ الْــمُسَـــبِّـــــحِ مِنْ أَحْـــــــشَـــــاءِ مُــنْــتَــــقِــــــمِ
اَلْفَــــصْلُ الْخَـــــــامِسُ
فِيْ مُعْجِزَاتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
جَــاءَتْ لِدَعْـــوَتِـــــهِ الْأَشْــجَـــارُ سَــاجِدَةً
تَــمْشِيْ إِلَـــــيْــــهِ عَلَى سَــاقٍ بِـــلَا قَــــــــــدَمِ
كَــأَنَّـمـــَا سَطَـــــرَتْ سَطْـــرًا لِـــــمَا كَـــتَـــــبَتْ
فُـــــرُوْعُــهَا مِنْ بَـــدِيْـــعِ الْـخَـــطِّ فِى اللَّـــقَـــــمِ
مِــــــثْـــلَ الْــغَــــــمَامَـــةِ اَنـــَّى سَـــارَ سَـــائِـــرَةً
تَــــقِــيْـــهِ حَـــرَّ وَطِـــيْسٍ لِلْهَــــجِـــيْـــــرِ حَـــــمِى
أَقْسَـــــمْتُ بِالْقَـــمَرِ الْمُـــنْـــشَـــقِّ اَنَّ لَــــــهُ
مِـــنْ قَلْـــبِـــهِ نِـــسْـــــبَـــةً مَــــــــبْــــــرُوْرَةَ الْـــــقَــسَـــــمِ
وَمَا حَـــوَى الْغَــارُ مِـنْ خَـــيْرٍ وَمِـنْ كَــــرَمٍ
وَكُــلُّ طَـــرْفٍ مِنَ الْكُـفَّارِ عَـــــنْــــهُ عَــــمِى
فَالصِّـــدْقُ فِى الْغَارِ وَالصِّدِّيْــــقُ لَـمْ يَـــرِمَا
وَهُـمْ يَـــقُـــوْلُـــوْنَ مَـــا بِــــــالْــــغَـــــــارِ مـــِنْ أَرَمِ
ظَـــــنُّوا الْـحَـــمَامَ وَظَـــــنُّـــوا الْعَـــنْكَـــبُــوْتَ عَلَى
خَــيْرِ الْــبَــرِيَّـــــةِ لَـمْ تَـــنْسُــجْ وَلَـمْ تَـــحُـــــــــــمِ
وِقَــــــــــــايَـــــةُ اللهِ أَغْــنَتْ عَــنْ مُــضَـاعَــــــــــــفَــــــةٍ
مِـنَ الـــدُّرُوْعِ وَعَــــــــــــــنْ عَـــــــالٍ مِـنَ الْأُطُـــــــــمِ
مَاسَامَــنِى الـدَّهْــرُ ضَــيْمًا وَاسْــتَـجَـــرْتُ بِــهِ
إِلَّا وَنـــِلْــتُ جِــــــــوَارًا مِــــنْـــــــهُ لَـمْ يُـــــضَــــــــــــــــــمِ
وَلَا الْـــتَــمَــسْــتُ غِــنَى الدَّارَيْــــنِ مِنْ يَــــدِهِ
إلَّااسْــتَـــلَــمْتُ النَّـــدَى مِـنْ خَـــيْرِ مُسْــتَـــــلَــمِ
لَا تُنْـكِــرِ الْـوَحْــيَ مِـــنْ رُؤْيــَـــــــاهُ إنَّ لَـــهُ
قَـــــلْـــبًـــــــا إِذَا نَــــامَتِ الْعَـــيْــــــنَانِ لَـمْ يَـــــــنَـــــــــــــمِ
وَذَاكَ حِــــيْنَ بُـــــــلُــــــــــــــــوْغٍ مِــنْ نُـــــبُـــــــوَّتِـــــــــهِ
فَلَــــيْسَ يُــــنْـــــكَــــرُ فِــــــيْـــــهِ حَــــالُ مُـحْـــتَـــــلِــــــــــــمِ
تَـــــبـَـــارَكَ اللهُ مَــــا وَحْـــيٌ بِـمــُكْــــتَـــسَــبٍ
وَلَا نَـــبِــيٌّ عَــــلَى غَـــــــــيْــــبٍ بـــِمُـــــــتَّـــــــــهَـــــــــــــمِ
كَـــمْ اَبـْــرَأَتْ وَصِــــبًا بِاللَّـــمْـــسِ رَاحَـــتُـــــهُ
وَأَطْلَــــقَتْ أَرِبـًـــا مِــنْ رِبْــــــقَــــــــــــــــةِ اللَّـــــــــمَمِ
وَاَحْـــــيَـــتِ السَّـــــنَـــــةَ الشَّهْــــــــبَـــاءَ دَعْــــــــوَتُــــهُ
حَـتَّى حَكَتْ غُـــــرَّةً فِى الْأَعْـــصُـــرِ الدُّهُـــــمِ
بِـــعَـارِضٍ جَــادَ أَوْ خِـــــلْــتُ الْبِــطَاحَ بِــــهَا
سَـــيْــــــبًا مِــنَ الْــيَــــمِّ أَوْ سَــــــيْــــلًا مِـــنَ الْــــعَــــــرِمِ
اَلْفَــــصْلُ السَّــــادِسُ
فِيْ شَرَفِ الْقُرْآنِ وَمَدْحِهِ
دَعْــــنِيْ وَوَصْـــفِيَ آيَـــاتٍ لَـــهُ ظَــهَــــرَتْ
ظُــهُـــوْرَ نَـــارِ الْقِـــرَى لَــــيْلًا عَــلَى عَــــلَـــمِ
فَــالــدُّرُّ يَـــــزْدَادُ حُـــــسْنًــــا وَهُـــــوَ مُــنْـــتَــظِـــمٌ
وَلَــيْـسَ يَــــنْــــقُـــصُ قَـــدْرًا غَـــــيْــرَ مُــنْــتَـــظِـــــمِ
فَــــــــمَا تَــطَــاوُلُ آمَــــالِ الْــمَــــــدِيْــــحَ إِلـــَى
مَا فِــــــيْـــــهِ مِـنْ كَـــرَمِ الْأَخْـــــــلَاقِ وَالشِّـــــــيَــــمِ
آيَاتُ حَــــــــــقٍّ مِــــنَ الرَّحْـمٰنِ مُـحْــــدَثَـــــةٌ
قَدِيــْمَــةٌ صِــــــفَـــةُ الْمَـــوْصُــــــوْفِ بِــالْقِـــدَمِ
لَـمْ تَقْـــــتَرِنْ بِــــــــزَمَــــانٍ وَهِــيَ تُــــــخْــــــــــبِـرُنَــــا
عَـــنِ الْمَـــعَـــادِ وَعَـــنْ عَـــــــــــادٍ وَعَـــــنْ إِرَمِ
دَامَتْ لَـدَيْـــنَا فَـــــفَــــاقَتْ كُـــلَّ مُـــعْـــجِــــــزَةٍ
مِـــنَ الــنَّــــبِـــيِّــــــيْنَ إِذْ جَـــاءَتْ وَلَــمْ تَـــــــــــدُمِ
مُـحَـكَّــمَاتٌ فَمَا تُـــبْــقِــــــــيْنَ مِــــنْ شُـــــــبَـــــهٍ
لِــذِيْ شِــــقَـــاقٍ وَلَا يَـــبْغِــــيْنَ مِـــنْ حَكَـــــمِ
مَا حُـــوْرِبَـــتْ قَــطُّ اِلَّا عَادَ مِنْ حَــرَبٍ
اَعْدَى الْأَعَــادِيْ إِلَـــيْهَا مُلْـــقِــيَ السَّــــلَـــمِ
رَدَّتْ بَــــــلَاغَــــتُـــهَا دَعْــــوَى مُــــعَـــارِضِـــــهَا
رَدَّ الْغَــــــــيُــوْرِ يَدَ الْـجَــــانِــــيْ عَــــنِ الْـحُـــــــــــرَمِ
لَـهَا مَعَــانٍ كَمَـــوْجِ الْبَــــــحْـــرِ فِــــيْ مَـــــدَدٍ
وَفَـــــوْقَ جَـــــوْهَــــــرِهِ فِـى الْـحُـــسْـــنِ والْقِــــيــَـــــــــمِ
فَلَا تُــــعَدُّ وَلَا تُـحْصَى عَــــجَـــائِــــــــبُـــــهَا
وَلَا تُــــــــــسَـــامُ عَــــــلَى الْإِكْــــــثَـــــارِ بِالسَّــــــــــأَمِ
قَــــرَّتْ بِـــهَا عَـــيْنُ قَــــارِيْـــهَافَــــقُــــــلْـــتُ لَـــهُ
لَـــقَــــدْ ظَـــفِــــرْتَ بِـحَـــبْـــلِ اللهِ فَاعْــــتَــــــصِــــــــمِ
اِنْ تَـــتْلُهَا خِــيْفَــــةً مِـــنْ حَــــــَرِّ نَارِ لَــظَى
أَطْـفَـــــأْتَ حَـــرَّ لَــــظَى مِنْ وِرْدِهَا الشِّــــيَــمِ
كَـــأَنَّـــهَا الْـحَــــوْضُ تَـــبْيَـــضُّ الْــوُجُـــــــوْهُ بِـــهِ
مِــنَ الْــــعُــصَـــاةِ وَقَـــــدْ جَـــــاؤُوْهُ كَالْـحُـــمَــــمِ
وَكَــــالصِّــــــــــرَاطِ وَكَـــالْـمِـــيْــــــــزَانِ مَــــــعْــــــــــدِلَــــــــةً
فَالْقِـــسْـطُ مِنْ غَــــيْرِهَا فِى النَّاسِ لَـمْ يَقُمِ
لَا تَـــعْـــجَــــــــبَنْ لـِحـَـــسُــوْدٍ رَاحَ يُنْــــــكِــــرُهَـــــا
تَـجَـــــاهُـــــلًا وَهْــــــوَ عَــــيْنُ الْـحَـــاذِقِ الْفَـــهِــمِ
قَدْ تُــنْكِـــرُ الْعَــيْنُ ضَـــوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رَمَدٍ
وَيُنْكِـــرُ الْفَمُ طَــعْمَ الْمـَــــــــاءِ مِــنْ سَقَــمِ
اَلْفَصْلُ السَّابِعُ فِيْ اِسْرَائِهِ
وَمِعْرَاجِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَا خَــــيْرَ مَنْ يَـــمَّمَ الْــعَافُــــوْنَ سَاحَـــتَـــهُ
سَعْــــيًا وَفَـــوْقَ مُـــتُـــوْنِ الْأَنْـــيُـــــــــــقِ الرُّسُـــمِ
وَمَــنْ هُـــــوَ الْآيــَـــــةُ الكُـــبْــــــــــرَى لِـمُعْــــتَـــبِرٍ
وَمَــنْ هُــوَ النِّعْــمَةُ الْـعُـــظْــمَى لِـمُغْــــتَـــنِــــــــمِ
سَــــــرَيْتَ مِـــنْ حَــــرَمٍ لَــــيْــــــــــلًا إِلَى حَـــــرَمٍ
كَمَا سَرَى الْبَــدْرُ فِــيْ دَاجٍ مِنَ الظُّــــــلَمِ
وَبِـــتَّ تَـــرْقَــى إِلَى اَنْ نِـــلْتَ مَـــــنْـــــــــــــــزِلَــــةً
مِنْ قَابِ قَـــوْسَــيْنِ لَـمْ تُـــدْرَكْ وَلَـمْ تُــــــــرَمِ
وَقَــــدَّمَــــــتْـــكَ جَـمِـــيْـــعُ الْأَنْــــبِــــيَــــــآءِ بـِـــــــهَا
وَالــــرُّسْــلِ تَـقْـــــــدِيْــمَ مَـخْــــــدُوْمٍ عَلَى خَـــدَمِ
وَأَنْتَ تَــخْـــتَـــــرِقُ السَّــــبْــعَ الطِّــــبَـــاقَ بِـــــهِمْ
فِــــيْ مَـــوْكِــــبٍ كُـــنْتَ فِـــيْــــهِ صَاحِبَ الْعَـــلَمِ
حَــتَّى إِذَا لَــمْ تَــــــدَعْ شَـــاوًا لِـــــمُــــــسْـــــــتَــــبِـــــقٍ
مِــــــنَ الـــدُّنُـــــــــوِّ وَلَا مَــــرْقًــــــا لِــمُــــــسْـــــتَـــــــنِــــــــــمِ
خَـــفَــضْتَ كُـــلَّ مَـــــقَـــــامٍ بِــــالْإِضَـــــافَـــــــةِ إِذْ
نُــــوْدِيْـــتَ بِالـــــرَّفْـعِ مِــثْـــلَ الْمُفْـــرَدِ الْعَـــــلَـــــمِ
كَــيْــمَـــــا تَـــفُــــــــوْزَ بِــوَصْـــــلٍ أَيَّ مُـــسْـــتَـــــتِــــــرٍ
عَـــنِ الْـــــــــعُــــــيُــــــوْنِ وَسِـــــرٍّ أَيَّ مُكْـــــــتَــــتَـــــمِ
فَــــحُـــــــــــــزْتَ كُلَّ فِــــــخَارٍ غَـــيْرَ مُشْـــتَـــــرَكٍ
وَجُـــــزْتَ كُـــلَّ مَـــقَـامٍ غَـــــــيْرَ مُــــزْدَحَــــمِ
وَجَــلَّ مِـــقْــــــدَارُ مَـــــــا وُلِّـــــيْتَ مِـــنْ رُتَـــبٍ
وَعَــــزَّ إِدْرَاكُ مَــــا أُوْلِـــــيْتَ مِـــنْ نِــعَـــــــــــــــــمِ
بُــشْـرَى لَـــنَا مَعْشَـــرَ الْإِسْلَامِ إِنَّ لَــــــــنَا
مِــــنَ الْعِــــــــنَــايَـــةِ رُكْــــنًا غَـــــــــــــيْرَ مُــــنْـــهَــــــــدِمِ
لَـــــــــــمَّا دَعَـــــــا اللهُ دَاعِــــيْـــنَا لِـــطَاعَــــــتِــــــهِ
بِــــأَكْــــرَمِ الــــرُّسْــلِ كُــــــنَّـــا أَكْــــــرَمَ الْأُمَـــــــــــمِ
اَلْفَصْلُ الثَّامِنُ
فِيْ جِهَادِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَاعَــتْ قُلُـــــوْبَ الْعِـــــدَا أَنْــــــبَاءُ بِـــعْـــثَـــــــتِــــهِ
كَـــنَـــبْــــأَةٍ أَجْــــلَـــفَتْ غُــــفْـلًا مِــنَ الْغَــــــنَـــــــــــــمِ
مَـــا زَالَ يَلْــــقَـــاهُــــــــــمُ فِــيْ كُــلِّ مُعْــــــــتَــــرَكٍ
حَـــتَّى حَكَــــوْا بِالْقَـــنَا لَـحْمًا عَــلَى وَضَـــمِ
وَدُّوْا الْــفِــــــــرَارَ فَــكَـادُوْا يَــغْــــبِـــطُـــــــوْنَ بِـــهِ
أَشْــــلَاءَ شَالَتْ مَـــعَ الْــعِـــقْــــبَانِ وَالرَّخَــــــمِ
تَـمْضِى اللَّــــيَــالـِـــــيْ وَلَا يَـــدْرُوْنَ عِدَّتَــــهَا
مَا لَـمْ تَكُنْ مِنْ لَــيَـــالِى الْأَشْهُرِ الْـحُــــرُمِ
كَأَنَّــــمَا الدِّيْـــنُ ضَــيْـــفٌ حَـــــلَّ سَاحَـــتَهُمْ
بِـــكُــلِّ قَــــــــرْمٍ إِلَـى لَـــحْمِ الْــعِــــدَى قِـــــــــــرَمِ
يـَجُـــرُّ بـَحْــــــرَ خَـمِـــيْسٍ فَـــــــــوْقَ سَـــابِـــحَــةٍ
تَرْمِــيْ بِـمَــــــــوْجٍ مِــنَ الْأَبْــطَالِ مُـــلْــتَـــطِــــمِ
مِــــنْ كُـــــــلِّ مُــــنْـــــتَـــــــدِبٍ لِلّٰهِ مُــــحْـــتَــسِــبٍ
يَسْطُــوْ بِـمُـسْــتَــــأْصِــلٍ لِــلْكُـــفْــرِ مُصْطَـــلِـــــمِ
حَــتَّى غَـدَتْ مِلَّـــةُ الْاِسْــــلَامِ وَهْيَ بِـهِــمْ
مِــنْ بَعْدِ غُــــرْبَـــــتِـــهَا مَـــوْصُــــوْلَـــةَ الــرَّحِــــــــــــــــمِ
مَـكْـــفُـــــــوْلَـــةً أَبَـــدًا مِـــنْـــــهُمْ بِــخَــــــيْرِ أَبٍ
وَخَــــيْـــرِ بَعْـــــــلٍ فَلَـــمْ تَــيْـــتَــــمْ وَلَــمْ تَـــــئِـــــــــــــمِ
هُــــمُ الْـجِــــبَالُ فَــسَلْ عَـــنْهُمْ مَصَادِمَهُمْ
مَـــــــاذَا رَأَوْا مِنْـــــهُمُ فـِــــيْ كُـــــلِّ مُصْــطَــدَمِ
وَسَلْ حُــنَــيْـــنًـــا وَسَلْ بَــدْرًا وَسَلْ أُحُـــدًا
فُــصُوْلَ حَــتْــفٍ لَـهُمْ أَدْهَى مِنَ الْـوَخَـمِ
اَلْمُصْدِرِى الْـــبِـــيْـــضِ حُـمْـــرًا بَعْدَ مَا وَرَدَتْ
مِـــــنَ الْـــــعِــــــدَا كُـلَّ مُــسْـــوَدٍّ مِـــنَ اللِّــمَـــــــمِ
وَالْكَـــــاتِـــبِـــيْنَ بِــسُمْـــرِ الْـخَــــطِّ مَــــاتَــــــرَكَــتْ
أَقْـــلَامُـــهُمْ حَـــرْفَ جِــسْمٍ غَــيْرَ مُــنْعَــجِــمِ
شَاكِـــى السِّــــــــلَاحِ لَـهُـــمْ سِيْمَا تُـمَـيِّــــزُهُــــــمْ
وَالْـــوَرْدُ يَـمْـتَــازُ بِالسِّـــيْمَا مِــنَ السَّـــلَــــــــمِ
تُهْــــدِيْ إِلَـــيْـــــكَ رِيَــــاحُ الــــــنَّـــــصْرِ نَــشْــــرَهُمُ
فَــــتَحْسَبُ الـــزَّهْرَ فِى الْأَكْمَامِ كُلَّ كَمِى
كَأَنَّـــهُــــمْ فِـــيْ ظُهُـــوْرِ الْـخَـــيْـــلِ نَـــبْــتُ رُبًى
مِــنْ شِــــدَّةِ الْـحَــــــزْمِ لَا مِــنْ شِــــــدَّةِ الْـحُــــــزُمِ
طَارَتْ قُلُوْبُ الْعِــدَا مِنْ بَـــأْسِهِمْ فَــــرَقًــا
فَــمَا تَــفَــــــــرَّقَ بَــيْنَ الْـــبَهْـــــــــــمِ وَالْـــبُــــــــهُــــــــــــمِ
وَمَـــنْ تَـــكُنْ بِـــرَسُــــــــــــــــوْلِ اللهِ نُــصْـــــــرَتُــــــــهُ
اِنْ تَلْـــــــقَـــهُ الْأُسْـــــدُ فِـــيْ اٰجَامِــــــهَا تَـــجِـــــمِ
وَلَـــنْ تَــــرَى مِـــنْ وَلـِـــيٍّ غَــــــــــــيْــرَ مُـــنْـــتَـــــصِـــرٍ
بِـــــهِ وَلَا مِــــنْ عَــــدُوٍّ غَـــيْــــرَ مُـــــنْـــقَــــــصِـــــــــــــمِ
أَحَــــــــلَّ أُمَّــــــــــــــــتَـــهُ فـِـــيْ حِــــــــــرْزِ مِــــــــلَّــــــــــــتِـــــهِ
كَــاللَّــــيْثِ حَــــلَّ مَعَ الْأَشْـــبَالِ فـِـــيْ أَجَــمِ
كَمْ جَــدَّلَتْ كَلــِـــمَــاتُ اللهِ مِنْ جَـــــــــدَلٍ
فِــــيْــــهِ وَكَمْ خَـــصَّمَ الْــبُـــرْهَــانُ مِـــنْ خَـــصِــمِ
كَـــفَــاكَ بِالْعِـــــلْمِ فِى الْأُمّـِـــــيِّ مُعْجــــــــِزَةً
فِى الْــجَــاهِلِــــيَّـــةِ وَالــتَّـــــأْدِيْــــبِ فِى الْــيُـــتُـــــــــمِ
اَلْفَصْلُ التَّاسِعُ
فِى التَّوَسُّلِ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
خَـــــدَمْــــتُـــهُ بــِمَــدِيـْــحٍ أَسْتَــقِــــــيْـــلُ بِــــهِ
ذُنُـــوْبَ عُمْرٍ مَضَى فِى الشِّـــعْـــرِ وَالْـخَـــدَمِ
إِذْ قَلَّــــدَانــِـــيَ مَــا تُـخْـــــشَى عَـــوَاقِـــــــــبُـــــــهُ
كَـــــأَنَّـــــنـِـــيْ بِـــهِــمَــــا هَـــــدْيٌ مِـــنَ الــنَّــــعَــــــــــــمِ
أَطَـــعْتُ غَيَّ الصِّــــبَـــا فِى الْـحَــالَـــتَــيْنِ وَمَـا
حَـــــصَـــلْتُ إِلَّا عَلَــى الْآَثَــامِ والـــنَّـــــــــدَمِ
فَــــيَــا خَـــسَـارَةَ نَفْـــسٍ فـِــــيْ تِــجَــــارَتــــِــــــــــهَــا
لَـمْ تَــشْــتَـــرِ الدِّيْـــنَ بِالدُّنْـــيَــا وَلَـمْ تَـسُـــــــمِ
وَمَــــــنْ يَــــبِــــــعْ آجِــــــلًا مِــــنْـــهُ بِـعَـــاجِـــــــــــــلِـــهِ
يَـــبِـنْ لَـــهُ الْغُـــــــبْــنُ فـِــــيْ بَـــــيْـــــــعٍ وَفـِـــيْ سَــلَـــــمِ
إِنْ آتِ ذَنْــــبًا فَمَا عَـــهْدِيْ بـِمُـــنْـــتَـــقِــــضِ
مِـنَ النَّـــــبــِــــيِّ وَلَا حَــــــــبْـــــلـِــــيْ بـِـمُــنْــــصَــــــرِمِ
فَـــــإِنَّ لـِـــــيْ ذِمَّــــــــــةً مِـــــــــنْـــــــهُ بِـــتَــــسْــمِــــــــــيَــــتِـــيْ
مُـحَـــــــمَّــدًا وَهْـــــوَ أَوْفَـى الْـخَــــلْـــقِ بِالذِّمَـــــم
إِنْ لَـمْ يَكُـــنْ فـِـــيْ مَـــعَـــادِيْ آخِذًا بِــــيَــدِيْ
فَـــضْــــــــلًا وَاِلَّا فَــقُـــــــلْ يَــا زَلَّــــةَ الْــقَـــــــدَمِ
حَـــــــاشَاهُ أَنْ يـُحْــــــرِمَ الــرَّاجـِــــيْ مَكَـــــارِمَـــــهُ
أَوْ يَــــرْجِـــــعَ الْـجَـــــارُ مِــــنْــــــهُ غَـــيْـــرَ مُـحْـــتَـــــــــرَمِ
وَمُــنْــــذُ أَلْــــزَمْــتُ أَفْـــكَارِيْ مَــــدَائِــــحَــــهُ
وَجَــــــدْتُـــــهُ لِـخَـــــــلَاصِـــيْ خَـــــــيْـــرَ مُــــلْـــتَــــــــــــزِمِ
وَلَـــنْ يَــفُــــوْتَ الْغِــــنَى مِــــــنْــــهُ يَـــــدًا تَـــرِبَــتْ
إِنَّ الْـحَــــيَــا يُـــنْــبِــتُ الْأَزْهَـــارَ فِى الْأَكَـــــمِ
ولَـمْ أُرِدْ زَهْـــــرَةَ الدُّنْـــــيَــا الَّــــتِى اقْـــــتَــطَـــفَـــتْ
يَــــدَا زُهَــــيْـــــــرٍ بـِـــــــــمَــــا أَثْــــنَى عَـلَــــى هَــــــــــــرِمِ
اَلْفَصْلُ الْعَاشِرُ
فِى الْمُنَاجَاةِ وَعِرْضِ الْحَاجَاتِ
يَا أَكْــــرَمَ الْـخَـــلْـــقِ مَـــــالــِــــيْ مَنْ أَلُــــــــــــوْذُ بـــهِ
سِــوَاكَ عِـــنْــدَ حُــلُــــوْلِ الْـحَــادِثِ الْعَـــمَــــمِ
وَلَــنْ يَــضِــيْــــقَ رَسُـــــوْلَ اللهِ جَـــاهُكَ بِـــيْ
إِذِ الْكَـــــــرِيـْمُ تَـــجَـــــــلَّى بِاسْـــــمِ مُــنْـــتَـــــقِــــــــــمِ
فَـــــإِنَّ مِـــنْ جُــــوْدِكَ الدُّنْــــيَـــا وَضَـــــَّرتَــهَـا
وَمِـــنْ عُلُــــــوْمِـــكَ عِــــلْمَ اللَّــــــوْحِ وَالْــــقَــــلَمِ
يَا نَـــفْسُ لَا تَــــقْــــنَـــطِـــيْ مِنْ زَلَّـــــةٍ عَـــظُـــمَتْ
إِنَّ الْكَـــــــبَـــائِـــرَ فِى الْغُــــفْـــــــرَانِ كَاللَّــــمَــــمِ
لَــــعَــــــــلَّ رَحْمَـــــــةَ رَبّـــِــــيْ حِــــيْنَ يَــــــقْــسِمُــــهَــــــا
تَأْتِــــيْ عَلَى حَسَبِ الْعِـــصْـــيَـــانِ فِى الْقَــــسَمِ
يَارَبِّ وَاجْعَـــلْ رَجَـائِـــيْ غَــيْرَ مُــنْعَـكِــسٍ
لَـــدَيْـــــكَ وَاجْـــعَــــلْ حِسَابِـــيْ غَــيْرَ مُــنْـحَـــــزِمِ
وَالْطُــــــفْ بِـــعَــــــــبْـــدِكَ فِى الـــدَّارَيْـــنِ إِنَّ لَــــــهُ
صَـــبْـــرًا مَــــتَى تَـدْعُـــــهُ الْأَهْـــــــوَالُ يَــــنْـــــهَــــــــــزِمِ
وَأْذَنْ لِسُحْــــــبِ صَـــلَاةٍ مِــــنْــــكَ دَائِـــمَــــــةٍ
عَـلَـــى النَّــبِـــيِّ بِـمُــنْـــــحَــــــــــلٍّ وَمُــنْــسَـــجِــــــــــمِ
ثُـمَّ الــــرِّضَــا عَنْ اَبِـــيْ بَــكْـــرٍ وَعَـــنْ عُـمَـــرِ
وَعَنْ عَلـِــــيٍّ وَعَــــنْ عُــــثْـمَانَ ذِى الْكَـــرَمِ
مَا رَنَّـحَتْ عَـــذَبَــــاتِ الْــبَــانِ رِيْـــــحُ صَـــبًا
وَأَطْــــرَبَ الْـعِــــيْــــسِ حَـادِى الْعِـــــيْـــسِ بِالــنَّــــغَــمِ
وَالْآلِ وَالصَّحــــْبِ ثُـمَّ الــتَّابِــعِـــــيْنَ فَـــهُـــمْ
أَهْــلُ الـــتُّــــقَى وَالــنَّـــقَى وَالْـحِــــلْمِ وَالْكَــــــرَمِ
يَــارَبِّ بِــالْمُصْطَـــفَى بَــــلِّــغْ مَـــقَـــــــــاصِــــدَنَـــــا
وَاغْــفِـــــــرْ لَـــنَا مَـــا مَــضَى يَــا وَاسِعَ الْكَــــرَمِ
وَاغْـفِــــرْ اِلٰـهِـــيْ لِــكُــلِّ الْــمُسْلِــمِــــيْنَ بِـمَا
يَـــــتْـلُــــوْهُ فِى الْمَسْجِــدِ الْأَقْــصَى وَفِى الْـحَــــرَمِ
بِـجَـــاهِ مَــــنْ بَــــيْــتُـــهُ فِــــيْ طَـــــيْــــبَـــــــةٍ حَــــــــــــــرَمٌ
وَاِسْـــــمُـــــهُ قَــسَــمٌ مِـــنْ أَعْـــظَـــــــــمِ الْـــقَـــسَــــــــــمِ
وَهَـــذِهِ بُــــرْدَةُ الْمُخْـــتَارِ قَــــدْ خُـــــتِـــمَـــــتْ
وَالْـحَـــمْـــدُ لِـــلّٰـــهِ فِـــيْ بَــــــدْءٍ وَفِــــــيْ خَـــــــتَــــــــــمِ
أَبْـــيَــاتُــهَا قَــــدْ أَتَـــتْ سِـــتِّـــــــيْنَ مَــــعْ مِـــائَــــةٍ
فَــــرِّجْ بِـــــــهَا كَـــرْبَـــنَا يَــــا وَاسِــــعَ الْــكَــــرَمِ
يَارَبِّ وَاخْـــــتِـــــمْ لِــــقَــارِيْــــــهَا وَسَـــــامِـــعِــــــــــهَا
بِـــحُـــسْـــنِ خَــــــاتِـــمَــــةٍ يَـــا مُــــنْـجِـــيَ الْأُمَــــــــــــــمِ
وَالْمُسْلِمِــــيْنَ جَــــمِــــيْـــعًا كُـــلَّمَا تُــــلِــــــيَــــتْ
أَمِــــــــنْ تَـــــذَكُّــــــــرِ جِـــــيْـــــرَانٍ بِــــــذِى سَلَــــــــــــــــمِ.
Tidak ada komentar